أرض المرونة السياحية: الأردن

منى نفاع | eTurboNews | إي تي إن
كتب بواسطة منى نفاع

لقد كان الأردن دائمًا منارة للصمود والوحدة والأمل، حتى في مواجهة التحديات الإقليمية. أنا فخور جدًا ببلدي، "جوهرة الشرق الأوسط"، لدعمها العميق لإخواننا وأخواتنا الفلسطينيين بينما تواصل حمل إرثها الرائع إلى الأمام.

في الأسبوع الماضي، حظيت بشرف حضور معرض فجر المسيحية في روما. وقد استعرض هذا المعرض الآثار الأردنية الثمينة وأهميتها التاريخية العميقة في التراث الديني للمنطقة. وكانت تلك لحظة ملأتني بالفخر الشديد، وتجاوزت توقعاتي إلى حد كبير، وذكرتني بالمساهمات الغنية والقيمة التي قدمتها الثقافة العربية للعالم.

لقد ألهمني التزام الأردن الثابت بالسلام والعدالة والحفاظ على تراثنا المشترك. وأود أن أعرب عن امتناني للصحفي الشهير داود كتاب على توجيهاته ودعمه في تجميع الكلمات التالية.

أهنئ وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة الأردنية والسفيرة لينا عناب وفريق العمل بأكمله الذي عمل بلا كلل خلف الكواليس لإحياء هذا المعرض الرائع. كما أود أن أتقدم بالشكر الخاص للملكة رانيا ملكة الأردن على زيارتها للمعرض، والتي سلطت الضوء على أهميته. لا يمكنني أن أكون أكثر فخرًا بالأردن والأقراط المصممة خصيصًا من صديقتي الموهوبة، لوما، مع لوماني ديزاينز.

لقد تجاوز معرض "الأردن فجر المسيحية" في روما كل التوقعات، حيث قدم عرضًا عميقًا للتراث المسيحي الغني للأردن. هذا الحدث هو تذكير قوي بأننا جميعًا سفراء للمملكة، ومكلفون بمشاركة تاريخها وقيمها وكرم ضيافتها المشهور مع العالم.

ويشكل المعرض، الذي افتتح في روما، شهادة على مساهمات الأردن المهمة في المسيحية المبكرة. ويضم المعرض أكثر من 90 قطعة أثرية نادرة، بما في ذلك الفسيفساء والرموز المسيحية القديمة، مثل رمز السمكة، الذي يعتبر أحد أقدم الرموز التي تمثل السيد المسيح.

يسلط هذا المعرض الضوء على الأهمية التاريخية للأردن ويعزز التزام الأمة المستمر بتعزيز الحوار والتفاهم بين الأديان. ويؤكد لقاء الملكة رانيا الأخير بالبابا فرانسيس في الفاتيكان على هذا التفاني. وتركزت مناقشاتهما حول السلام العالمي والتسامح والجهود الإنسانية. وأشاد البابا فرانسيس بالأردن لدوره المحوري في تعزيز الانسجام بين الأديان في منطقة غالبًا ما تواجه تحديات بسبب الصراع.

إن التراث المسيحي في الأردن متشابك بشكل عميق مع جغرافيته، حيث يضم مواقع دينية مهمة شهدت لحظات محورية في التاريخ التوراتي. ويبرز "بيت عنيا عبر الأردن"، المعروف بموقع معمودية المسيح، كموقع حج أساسي. ويعرض المعرض هذا الموقع الموقر، إلى جانب مواقع وآثار مسيحية مهمة أخرى، مما يسمح للزوار بالتواصل مع الإرث الروحي الذي ازدهر في الأردن لقرون.

إن الإثارة المحيطة بالمعرض ملموسة، حيث تجذب العلماء والسياح وأفراد المجتمع المسيحي لاستكشاف وتقدير النسيج الغني للتاريخ المقدس للأردن. هذا الحدث هو كشف عن مساهمات الأردن في المسيحية واحتفال بتفانيها المستمر في الحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي.

وتستحق هيئة تنشيط السياحة الأردنية ووزارة السياحة الثناء على التزامهما الثابت بإحياء هذا المعرض. وتلعب جهودهما الرامية إلى الترويج للأردن كوجهة للحج الديني والسياحة دوراً حاسماً في تثقيف المجتمع العالمي حول الدور المهم الذي تلعبه البلاد في التاريخ المسيحي. وتشكل مثل هذه المبادرات أهمية بالغة لتوسيع نطاق الفهم والتقدير للتراث الثقافي، وخاصة في عالم اليوم حيث يعمل فهم التواريخ المتنوعة على تعزيز تماسك المجتمع العالمي.

وعلاوة على ذلك، يذكرنا المعرض بعالمية القيم المشتركة المضمنة في الإيمان - التعاطف والتفاهم واحترام بعضنا البعض. في وقت تهيمن فيه الانقسامات الدينية والثقافية غالبًا على عناوين الأخبار، فإن الأحداث التي تعزز الوحدة والتفاهم من خلال الروابط التاريخية والروحية تشكل أهمية بالغة. يجسد معرض "فجر المسيحية" هذه الروح، حيث يوفر منصة للحوار بين جميع الأديان ويشجع الزوار على التفكير في أهمية التسامح والسلام.

وقد ضجت منصات التواصل الاجتماعي بوسوم مثل #VisitJordan و#BethanyBeyondTheJordan و#JordanHeritage، مما دعا جمهورًا أوسع للتعرف على هذا البلد الجميل وكنوزه التاريخية المهمة. ومن خلال تبادل الخبرات والمعرفة، يمكننا تعزيز رسالة الإرث المسيحي للأردن وأهميته للتاريخ العالمي.

وعلاوة على ذلك، فإن إرث الأردن باعتباره مهد المسيحية يستحق التقدير خارج المعرض. ويتعين على الحجاج والمؤرخين والسياح أن يفهموا أن الأردن هو شهادة حية على التقاليد والتعاليم التي شكلت المعتقدات الروحية لآلاف السنين. ويدعو المعرض الزوار إلى التفاعل مع ماضي الأردن ويشجعهم على تصور مستقبل يتجاوز فيه الإيمان الانقسام. وهو يمثل حقًا مفهوم الحجارة الحية.

ومع استمرار الأردن في لعب دور حيوي في تعزيز الحوار بين الأديان والتراث الثقافي، يتعين على المجتمع العالمي أن يحشد الدعم والاعتراف بهذه الجهود. إن الأحداث مثل معرض "فجر المسيحية" ليست مجرد معارض؛ بل هي تأكيد على الأمل، واحتفال بالتواصل الإنساني عبر التاريخ، ودعوة للتأمل في رحلة البشرية المشتركة.

إن نجاح افتتاح معرض "الأردن فجر المسيحية" في روما يشكل شهادة على الإرث الدائم للإيمان والثقافة والتراث. وهو يؤكد التزام الأردن بتعزيز السلام العالمي والتفاهم المتبادل، ويشجعنا على الانضمام إلى هذا المسعى النبيل. دعونا نحتضن اختلافاتنا ونحتفل بها بينما نعتز بالخيوط المشتركة التي تربطنا معًا - الخيوط المنسوجة من خلال تاريخنا المشترك، بما في ذلك مساهمات الأردن التي لا يمكن تعويضها للمسيحية. وبذلك، نمهد الطريق لعالم أفضل وأكثر اتحادًا.

اشترك!
إخطار
ضيف
0 التعليقات
الأحدث
أقدم
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
0
أحب أفكارك ، يرجى التعليق.x
()
x
مشاركة على ...