المملكة العربية السعودية تشهد ازدهاراً ثقافياً للأنمي والمانجا

الصورة مجاملة من SPA
الصورة مجاملة من SPA
كتب بواسطة ليندا هونهولز

عززت مدينة الأنمي في الرياض بالمملكة العربية السعودية مكانتها كأكبر مدينة للأنمي في العالم، حيث تجتذب الزوار من جميع أنحاء العالم.

المملكة العربية السعودية شهدت اهتمامًا متزايدًا بالمانجا والأنيمي، وهو اتجاه يمكن إرجاعه إلى السبعينيات. وقد أسرت هذه الأشكال الفنية اليابانية الجماهير من جميع الأعمار، واكتسبت شعبية كبيرة في السنوات الأخيرة. إن قدرتهم على الجمع بين الترفيه والثقافة والتعليم جعلتهم محل اهتمام كبير للمجتمع السعودي.

تختلف المانغا، وهي شكل من أشكال الروايات المصورة اليابانية، عن القصص المصورة الغربية بعدة طرق، بما في ذلك اتجاه القراءة – من اليمين إلى اليسار. يُعزى الانتشار السريع للمانجا والأنيمي في المملكة العربية السعودية إلى مزيجهما الفريد من الترفيه والأهمية الثقافية والقيمة التعليمية.

ولتعزيز هذه الثقافة المتنامية، شاركت الهيئة العامة للترفيه بنشاط في تنظيم حوالي 20 حدثًا ومعرضًا، بما في ذلك معرض الأنمي السعودي البارز. وقد استقطب هذا الحدث، وهو الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط، زواراً من جميع أنحاء العالم. علاوة على ذلك، عززت "مدينة الأنمي" بالرياض مكانتها كأكبر مدينة للأنيمي في العالم، حيث تضم أربع مناطق متميزة وتستضيف مهرجان "موسيقى ساكورا" الذي يقام لأول مرة خارج اليابان.

كما استضافت جدة مؤخرًا فعالية “قرية الأنمي” التي استقطبت العديد من الزوار وقدمت مجموعة متنوعة من الأنشطة، بما في ذلك مسابقات الأزياء التنكرية والعروض الحية والمطاعم ذات الطابع الخاص وعروض أحدث أفلام الأنمي.

أعربت رئيسة تحرير مجلة مانجا أرابيا نوف الحسين عن تفاؤلها بمستقبل صناعة المانجا والأنيمي السعودية. وأشارت إلى أن الاهتمام المتزايد بالمبادرات الإبداعية في قطاعي التعليم والثقافة سيسهم في خلق سوق عمل أكثر قوة وزيادة فرص النمو في هذه الصناعة.

وأكد الحسين أن تحقيق النجاح في هذا المجال يتطلب أساساً قوياً في الرسم والكتابة والتفكير الإبداعي.

وأضاف الحسين أن هذا الاتجاه سيعزز تنمية الشخصيات المحلية التي تجسد القيم العربية الأصيلة والروح السعودية والهوية الوطنية المميزة. وأكدت أن مثل هذا المحتوى يمكن أن يجد صدى لدى الجماهير على نطاق عالمي، مما يساهم في تعزيز الثقافة السعودية ونشوء جيل مبدع يحمل رسالة ثقافية فريدة.

قال الناقد والمحلل الأنمي والمانغا ماجد العامر، إن صناعة الأنمي في المملكة شهدت نمواً ملحوظاً. على الرغم من مواجهة التحديات بسبب جائحة كوفيد-19 الأخيرة، فقد تفوقت صناعة الأنمي السعودية على العديد من الدول الأخرى التي تعمل على تطوير هذه الثقافة لفترة أطول.

وأشار العامر إلى أن المملكة حصلت على الاعتراف كمنتج رسمي على منصات الترفيه العالمية مثل Netflix وشاهد وStarzPlay وCrunchyroll. تعمل هذه المنصات في المملكة العربية السعودية وتقدم ترجمات باللغة العربية، مما يدل على الإمكانات الكبيرة لهذه الصناعة.

وقال أيضًا إنه يتم الحصول على حقوق المانغا وتوزيعها محليًا، مع توفر ترجمات عربية في منافذ مختلفة، بما في ذلك المكتبات ودور السينما.

وعن أبرز التحديات التي تواجه صناع الأنمي والمانجا في المملكة، قال العامر إن العائق الأكبر هو القبول الاجتماعي. وشدد على أهمية احتضان المجتمع لفرص العمل المتاحة في هذه الصناعة، مثل كتاب المانغا ورسامي الرسوم المتحركة.

وأعرب العامر عن تفاؤله بمستقبل صناعة الأنمي، متوقعاً أن تصبح عنصراً أساسياً في اقتصاد المملكة خلال السنوات السبع المقبلة. ويتوقع أن يؤدي نمو الصناعة إلى دفع إنتاج المحتوى المحلي، مما يؤدي إلى خلق شكل جديد من أشكال السياحة الترفيهية في المملكة العربية السعودية.

وشدد العامر على أن المحتوى المنتج محليًا، من قبل المواهب السعودية، سيعكس الثقافة السعودية بشكل أصيل دون تأثيرات خارجية. مما سيساهم في نشر الثقافة السعودية عالمياً. وأعرب عن تقديره لدعم الحكومة لصناعة الأنمي والمانغا والجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة في هذا الصدد.

إن التزام المملكة العربية السعودية بتعزيز ثقافة المانجا والأنيمي النابضة بالحياة واضح في مبادراتها الأخيرة. ويهدف برنامج “تعليم المانجا” الذي أطلقته وزارتا الثقافة والتعليم إلى تطوير قدرات الطلاب في هذا المجال. يتماشى هذا البرنامج مع الإستراتيجية الأوسع لدمج الثقافة والفنون في التعليم العام.

عن المؤلف

ليندا هونهولز

رئيس تحرير ل eTurboNews مقرها في eTN HQ.

اشتراك
إخطار
ضيف
0 التعليقات
الأحدث
أقدم
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
0
أحب أفكارك ، يرجى التعليق.x
()
x
مشاركة على ...