قدمت رئيسة وزراء بنجلاديش الشيخة حسينة استقالتها وفرت من البلاد اليوم باستخدام مروحية عسكرية، حيث اقتحم المتظاهرون القصر، واقتحموا مقر إقامة رئيسة الوزراء في دكا بالقوة، وطالبوها بالتنحي عن منصبها.
المظاهرات الطلابية في بنغلادش اندلع المرض لأول مرة قبل شهر في أعقاب سياسة حكومية مثيرة للجدل لحجز الوظائف أعطت الأفضلية لأبناء المحاربين القدامى، وفقًا لقرار المحكمة العليا في بنجلاديش. رداً على الاحتجاجات، فرضت إدارة حسينة حظر التجول على مستوى البلاد، وقطعت الإنترنت عبر الهاتف المحمول، وأغلقت الكليات، ونشرت الجيش وشرطة مكافحة الشغب لتفريق المتظاهرين.
وعلى مدى الأسابيع اللاحقة، زُعم أن العديد من الأفراد، معظمهم من الطلاب، لقوا حتفهم في مواجهات شارك فيها متظاهرون، وقوات إنفاذ القانون، ومؤيدون للحكومة، وتم احتجاز الآلاف.
تأتي استقالة رئيسة وزراء بنجلاديش المفاجئة وفرارها بعد عدة أسابيع من الاحتجاجات وأعمال الشغب الشديدة التي اجتاحت الدولة الواقعة في جنوب آسيا، وأدت إلى سقوط العديد من الضحايا حيث اشتبك المتظاهرون مع سلطات إنفاذ القانون، مما دفع قائد الجيش في البلاد إلى إعلان تشكيل حكومة مؤقتة سيتم تأسيسها قريبا.
وأعلن قائد الجيش البنجلاديشي، واكر الزمان، خلال المؤتمر الصحفي اليوم، أن حسينة قد تنحيت عن منصبها، مما يمهد الطريق لتشكيل حكومة مؤقتة جديدة للإشراف على البلاد. وحث المتظاهرين على التفرق والعودة إلى منازلهم، مشددا على أهمية الحفاظ على الثقة في الجيش الملتزم باستعادة النظام.
كما أكد زمان أنه سيتم إجراء تحقيق شامل في الوفيات التي وقعت خلال الأسابيع الأخيرة من الاضطرابات، وطلب من المتظاهرين السماح للجيش "بعض الوقت" للعمل على حل الأزمة المستمرة.
ووفقا لقائد الجيش، فقد طلب من جميع ممثلي الأحزاب السياسية الرئيسية المشاركة في تشكيل الحكومة المؤقتة ويشاركون حاليا في محادثات مع الجيش.
وأضاف أن فرض حظر التجول أو إعلان حالة الطوارئ ليس ضروريا، وأصدر تعليماته للجيش بالامتناع عن استخدام القوة وحث المتظاهرين على المساعدة في استعادة السلام.
ويبدو أن نبأ استقالة حسينة قد لقي استحسانا من قبل المتظاهرين، حيث شوهدوا وهم يهتفون في الشوارع بعد إعلان زمان. ومع ذلك، ردت مجموعة "طلاب ضد التمييز"، التي كانت في طليعة المظاهرات المناهضة للحكومة، على بيان قائد الجيش بالقول إنهم سيرفضون الحكم العسكري.
وأصرت الجماعة على ضرورة تسليم السلطة إلى "الطلاب والمواطنين الثوريين"، وعدم قبول أي سيناريو آخر.
نشر منسقو المجموعة على فيسبوكوطالب بالإفراج عن جميع "الأبرياء" و"السجناء السياسيين" بنهاية اليوم. وأعلنوا كذلك عزمهم على تفكيك حكومة حسينة و"النظام الفاشي" من أجل إقامة نظام سياسي جديد في بنجلاديش. وأكدت الجماعة أنها لن تنسحب من الشوارع حتى تحقيق النصر النهائي.